• الصفحة الرئيسيةخريطة الموقعRSS
  • الصفحة الرئيسية
  • سجل الزوار
  • وثيقة الموقع
  • اجعلنا صفحتك الرئيسة
  • اتصل بنا
English Alukah
شبكة الألوكة شبكة إسلامية وفكرية وثقافية شاملة تحت إشراف الدكتور خالد الجريسي والدكتور سعد الحميد
 
صفحة الكاتب  
شبكة الألوكة / موقع ملفات خاصة / الكوارث والزلازل والسيول


علامة باركود

"إعصار ساندي" تأملات في عناوين الأخبار!!

" إعصار ساندي " تأملات في عناوين الأخبار!!
د. محمد شلبي محمد


تاريخ الإضافة: 7/1/2013 ميلادي - 24/2/1434 هجري

الزيارات: 5237

 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
النص الكامل  تكبير الخط الحجم الأصلي تصغير الخط
شارك وانشر

"إعصار ساندي": تأملات في "عناوين الأخبار"!!


وجدتها تستحق أن تُذكَر..

 

مواقف الناس تجاه الأزمات والكوارث..

 

إنَّ تلقِّي الناس للمصائب يعكس - بصورة مباشرة - مقدارَ تفاوتهم في العقل والدِّين..

 

بينما كنت أتابع آراءَ المثقفين والكتَّاب حول هذا النوع من القضايا، والتي مِن أقربها حدوثًا: إعصار "ساندي"..

 

سرعة صاروخية: 835 كيلومتر/ ساعة [بحسب ما نشرته جريدة الأهرام].

 

تضرب السواحلَ الشرقية للولايات المتحدة الأمريكية، فتحطِّم ما يزيدُ على اثنتي عشْرة ولاية، إضافةً إلى إجلاءِ ملايين من أماكن استقرارهم إلى حيث الفوضى والضَّياع!

 

إنها حقًّا لمصيبة!

 

ثم حين تقرأ أمثال هذه العناوين في "سوق الأخبار":

• "90 قتيلاً على الأقل، حصيلة قَتْلى إعصار ساندي".

• "نشر أربعة آلاف عامل إغاثة بالمناطق المنكوبة بالإعصار ساندي".

• "إعصار "ساندي" يعدِّل خطط مرشحي الرئاسةِ الأمريكية".

• "إعصار "ساندي" ضربةٌ قاسية للاقتصاد الأمريكي".

• "قيمة الأضرار الناجمة عن الإعصار نحو 50 مليار دولار حسب شركة إيكيكات".

• "الإعصار "ساندي" يتسبب في تدمير 70 % من المحاصيل الزراعية جنوب هاييتي".

• "واشنطن تُغلِق مفاعلاً نوويًّا بسبب إعصار ساندي"

• "ندرة الوقود وصعوبات إعادة الكهرباء تعرقل مجهودَ عودة الحياة إلى طبيعتها".

• "4.6 مليون شخص بدون كهرباء".

• "إعصار ساندي يتسبَّب في طوابير بنزين في أمريكا".

• "شلل تام بنيويورك جرَّاء إعصار ساندي".

• "عمليات سلب في نيويورك عقب إعصار ساندي.

• "إعصار "ساندي" يطيح بذراعِ أكبرِ رافعةِ بناءٍ في العالم".

• "إعصار ساندي: غرق إحدى أشهر السفن الطويلة في العالم".

• الإعصار "ساندي" يدمِّر منزل النجمة ليندسي لوهان.

[يذكر الخبر أن الممثلة الأمريكية تركت المنزلَ هي وشقيقها تحسُّبًا للإعصار ولم تتركْ فيه غيرَ والدتها!!].

• "إلغاء ماراثون نيويورك جرَّاء الإعصار ساندي".

• "إلغاء أهمِّ الأحداث التكنولوجية بسبب الإعصار ساندي".

• إلغاء 2800 رحلة طيران أمريكية بسبب إعصار "ساندي".

• "إعصار ساندي والانتقام الإلهي".

[تُنكِر الكاتبةُ كونَه انتقامًا، وتنسب هذا الرأيَ للمتشددين الدِّينيين، وتعتبره نوعًا من الابتلاء].

• "إعصار ساندي يذكِّرنا بيوم القيامة".

• "إعصار ساندي ودروس إدارة الأزَمَات".

[يرصد فيه الكاتبُ تقديرَه لكيفية تعامل الحكومة مع الأزمة].

• مجلة "فورين بوليسي" تحذِّر من كون الإسكندرية تُعتبر من ضمن المدن المعرَّضة لشهودِ أعاصير مثل ساندي.. وأنْهَتِ المجلةُ تقريرَها قائلةً: إنه لا يزال هناك وقت للحكومات والقادة المدنيين لبدء المشاريع اللازمة لحماية مُدُنهم ومواطنيهم من الطبيعة الأم".

 

وكان مِن أطرفِ ما قرأتُ:

• "إعصار ساندي" (لعبة فلاش)..

• "أغرب شخص في إعصار ساندي".

[رجل يمزح وسط إعصار ساندي، يجري نصفَ عارٍ، لابسًا قناعًا على هيئةِ رأس حصان!!].

• "مؤيدو الأسد: الإعصار ساندي تدبيرٌ إيراني سوري".

[لا يخفى الاستخفافُ الأبلهُ بعقول الناس].

• إعصار ساندي يضرب العين السخنة بمصر..

[إنه إعصارٌ من نوع آخر؛ حيث أحْيَتِ الفنانةُ المصرية "ساندي" حفلاً ناجحًا في "ستيلا دي ماري - العين السخنة" في الليلة الثالثة من حفلات عيد الأضحى... وقد تفاعل الجمهورُ بشكلٍ كبير مع الأغاني التي قدمتها ساندي، وبعد انتهاء الحفل تسابَق جمهورُها من المراهقين لالتقاط الصورِ معها!!].

 

هذه العناوين في الحقيقةِ تمثِّل ظاهرةً لا تقل غرابةً عن ظواهر الطبيعة؛ لأنها ليست تشخيصًا لهذه الظواهر بقدر ما هي تشخيصٌ لنجاح البشرية أو فشلِها في فَهم رسائلِ القدر الإلهي، وفي حُسْن التعامل معها، أو سوء التعامل.

 

إن الطريقَ الصحيح لعَرْض الأخبار على الناس هو عرضُها من منطلق شرطين:

• الموضوعية: تناوُلُ الحدَثِ بما يصفُه به واقعُه، وليس بما يصفُه به رأيُ صاحبه.

 

• الهدف: ألا يكونَ هدف نشر الخبر المزايدة ولا السَّبق، بقدر ما ينبغي أن يكونَ تحذير الناس مِن خطر معاصيهم وفشلِهم الأخلاقي.

 

فأنت ترى كثيرًا من الناس ينشرون الأخبارَ بمجرَّدِ السماع دون تثبُّت، ثم ينقل بعضُهم عن بعض، حتى تصبح الإشاعةُ حقيقةً على المبدأ القائل: "ما تكرَّر تقرَّر".

 

والحقيقة أن الإعلامَ يساهم بدور كبير في تأسيس ظاهرة: "عدم الموضوعية" في كثيرٍ من نشاطاته الزمانية والمكانية، وقد خَبَرْنا ذلك أيامَ الثورة المصرية، والآن في الثورة السورية، وأيام حرب غزة، يُرَوَّج لأمورٍ لم تكن؛ تزييفًا للحقِّ، ونصرًا للباطل.

 

ومن عدم الموضوعية - فيما أراه - تناول القضية بتفسير يخدم الأفكارَ العَلْمانية، ومحاولة لَيِّ الواقع؛ ليبعُدَ كلَّ البعدِ عن مرادِ خالقه وسيطرته عليه.

 

ففي مثل قضيتنا التي يتناولها المقال وجدتُ هذه الظاهرة متمثلةً في جدلية ثلاثة آراء متفاوتة التحليل:

أحدها: يُظهِر الحدثَ على أنه انتقامٌ إلهي.

 

الآخر: يظهر الحدثَ على أنه أمرٌ طَبَعِي، لا علاقةَ له بالله.

 

الثالث: يُظهِر الحدث على أنه "ابتلاءٌ"، كالذي يُبتَلى به المؤمنون.

 

وكان لا بد من وقفةٍ تجاه هذه التحليلات.

 

إن الأمرَ يقع، ويختلف الناسُ في تفسير أسبابه وغاياته، والاختلاف السابق كأنه نتيجة طبيعية لقانون "الاحتمالات"، فليس لهذه الثلاثة رابعٌ في تفسير أسباب الحدث.

 

وبقليل من التعقُّل يستطيع أي إنسان رشيد أن ينفيَ التفسيرَ الثاني الذي يعتبر هذه الأحداث نواتجَ طبيعيةً لأسباب مادية؛ كالذي نوهت إليه مجلة "فورين بوليسي"، حين أشارت "لبدء المشاريع اللازمة لحماية مُدُنهم ومُواطِنيهم من الطبيعة الأم".

 

ذلك أن اللهَ - تعالى - هو الذي خلق، وهو الذي يصرِّف الخَلْق، ومن ثم لا يمكن أن يحدثَ تغيُّر في خلق الله إلا إذا كان بإذنِه ومراده، وأدل دليل على ذلك مسألة: "خرق عادة الأشياء"، سواء بالمعجزات قديمًا، أو بالمشاهَدات المعاصرة العجيبة.

 

هذه عقيدة لا تخص المسلمين فقط، بل تخص كلَّ مؤمن بالله.

 

هذا التفسير في الواقع رؤية إلحادية محضة.

 

ويبقى الجدل بين التفسيرين الآخرين: هل إعصار ساندي "ابتلاء" أم "انتقام"؟


إن القول بأن الشيءَ يقع ابتلاءً، يعني أن المبتلى مقصودٌ من الله - تعالى - بالاختبار.

 

وهذا الاختبار نتيجته الطبيعية إما النجاح بالرجوع للحق، وإما الفشل بالثبات على الباطل.

 

وثمة قاعدة هامة: إن المبتلَى لا يكون إلا مكلَّفًا؛ لأنه لا معنى لاختبارِ مَن ليس بمكلف.

 

وتفريعًا على القاعدة ينبغي ذِكْر أن العالَمَ كلَّه الآن هو عبارة عن "أمة تكليف"، أما المسلمون فهم فقط بين سكَّان العالم مَن يمثِّلون "أمَّة الإيمان".

 

فالنبيُّ - صلى الله عليه وسلم - مرسَلٌ إلى العالَمين، كما أُرسِل كلُّ نبي قبله إلى قومه؛ فكان منهم مؤمنون وكفَّار، وكذلك صار من العالَمين مؤمنون بالرسول - صلى الله عليه وسلم - وكُفَّار.

 

فينطبق على العالَم اليوم ما ينطبق على قومِ كلِّ نبيٍّ من قبل.

 

قال - تعالى -: ﴿ وَقَطَّعْنَاهُمْ فِي الْأَرْضِ أُمَمًا مِنْهُمُ الصَّالِحُونَ وَمِنْهُمْ دُونَ ذَلِكَ وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ﴾ [الأعراف: 168].

 

وما يخص بني إسرائيل زمنَ موسى - عليه السلام - يعم العالَم زمنَ الإسلام.

 

فهذه الآيةُ وأمثالُها تؤسس لمعنى الابتلاء للاختبار بمثلِ هذه الكوارث.

 

وقال - تعالى -: ﴿ وَلَا يَزَالُ الَّذِينَ كَفَرُوا تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ حَتَّى يَأْتِيَ وَعْدُ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يُخْلِفُ الْمِيعَادَ ﴾ [الرعد: 31].

 

والشاهد منها:

﴿ تُصِيبُهُمْ بِمَا صَنَعُوا قَارِعَةٌ ﴾، وهو يمثِّل الابتلاءَ المباشر.

 

﴿ أَوْ تَحُلُّ قَرِيبًا مِنْ دَارِهِمْ ﴾، وهو يمثِّل الابتلاءَ غير المباشر.

 

وقد رصدنا في العصر الحديث تطبيقًا عمليًّا للآية.

 

وكثير من كوارث الطبيعة هذه الأيام يمثِّل الحقيقةَ الأولى.

 

وكثير منها يمثِّل الحقيقة الثانية.

 

مثل مذنَّب "هالي"؛ حيث ضرب الأرضَ في منطقة "سيبيريا" شمال الاتحاد السوفييتي، وكان يمكن أن ينزل فوقه مباشرة فيجعله رمادًا، ولما استمروا على عنادهم وإلحادِهم سلَّط اللهُ عليهم مَن شتَّت شملهم، وفرَّق جمعهم.

 

وأما القول بأن هذه الكوارثَ انتقامٌ من الله - تعالى - فكونه مرحلةً تاليةً لكوارث الابتلاء أمرٌ ظاهر.

 

فالله - تعالى - يبتلي العبادَ مرة بعد مرة؛ فإذا ظهر منهم العنادُ والثباتُ على الباطل، انتقم منهم.

 

وهذه الآية تؤسس لهذا المعنى: ﴿ فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ فَأَغْرَقْنَاهُمْ أَجْمَعِينَ ﴾ [الزخرف: 55].

 

فهي تقتضي الإبلاغَ والابتلاء مرة بعد مرة، ثم إذا أثبتوا الطغيانَ جاء الانتقام.

 

فالانتقام يأتي للتدمير الذي لا يترك إلا الآثارَ والذِّكريات: ﴿ فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ ﴾ [سبأ: 19].

 

وهي مرحلة ننتظرها لكلِّ مَن لم يتعظ بهذه الكوارث شيئًا بعد شيء.

 

ومما ينبغي التنبيهُ عليه: أن ما يحدث الآن في أنحاء العالَم الإسلامي والغربي من ابتلاءات هو نتيجة مباشرة للذنوب والظلم.

 

ولا يعني أنها أمورٌ عارضة من عوارض الطبيعة، فليس هناك ما يسمَّى عوارض الطبيعة، وقد قال - تعالى -: ﴿ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا ﴾ [الفرقان: 2].

 

إن النظرة الموضوعية هي التي تؤدِّي بنا إلى هذه النتيجة.





 حفظ بصيغة PDFنسخة ملائمة للطباعة أرسل إلى صديق تعليقات الزوارأضف تعليقكمتابعة التعليقات
شارك وانشر


 


تعليقات الزوار
1- thanks
safa araby - egypt 26-01-2015 01:41 AM

God blessed you

1 

أضف تعليقك:
الاسم  
البريد الإلكتروني (لن يتم عرضه للزوار)
الدولة
عنوان التعليق
نص التعليق

رجاء، اكتب كلمة : تعليق في المربع التالي

شارك معنا
في نشر مشاركتك
في نشر الألوكة
سجل بريدك
  • السيرة الذاتية
  • في الاحتفال بأعياد ...
  • ملف الحج
  • العيد سنن وآداب
  • محمد صلى الله عليه ...
  • العطلة وأيام ...
  • المرأة في الإسلام
  • الإنترنت (سلبيات ...
  • الرقية الشرعية
  • في الاحتفال بالمولد ...
  • قضايا التنصير في ...
  • رمضان
  • الكوارث والزلازل ...
  • رأس السنة الهجرية
  • كورونا وفقه الأوبئة
  • شهر شعبان بين ...
  • في يوم عاشوراء
  • زواج المسيار ...
  • التلفاز وخطره
  • مأساة المسلمين في ...
  • مكافحة التدخين ...
  • الإسراء والمعراج
  • العولمة
  • قضية حرق المصحف
  • ملف الصومال
  • نصرة أم المؤمنين ...
  • رأس السنة الميلادية
  • العصبية القبلية
  • كرة القدم في
  • مسلمو بورما ...
  • ملف الاستشراق
  • قائمة المواقع الشخصية
حقوق النشر محفوظة © 1446هـ / 2025م لموقع الألوكة